Senin, 19 Juli 2021

كتاب تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي (TAFSIR MUTAWWALI)

 

كتاب تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي

مقدمة

1.       خلفية البحث

وبمرور الزمن مهمّ ما و واجب صون الدين بتعلم العلم الذي يتعلق بالعبادة واقعية كانت او موضوعية. لقول الني محمد صلعم " طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ" اخرجه سنن ابن ماجة .[1]اي علوم التفسير و الحديث والفقة والتها. وبعد تعلم العلوم الدينية قد كتب الله علي ان ينشرها بداليل قوله صلى الله عليه وسلم " من سئل عن علم ثم كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار"

اذا , فقد نعلم العلوم الدينية لتكلفنا بها ونحصص علم الحديث لانه المعهود شرعا علي كتاب تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي لاهتمامه ولكثير فوائده ثم نكتب هذه الرسالة التزاما بداليل ما ذكر.

وبعد , فاهم ما يشتغل به العاقل اللبيب في هذا الزمان الصعب خاصة علي الطالب في قسم التفسير والحديث ان يسعى فيما ينقذ به نفسه من الخطاء الظاهر في ادراك العلم والايمان اليقيني. وطريقه تفقه المريد بالعلم الديني.

2.       أسئلة البحث

أ‌.                   كيف ترجمة مصنف كتاب تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي؟

ب‌.              كيف خلفية كتاب تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي و منهجه ؟

ت‌.              كيف اقوال العلماء فيه ؟

3.       مقصود البحث

أ‌.                   لتعرف ترجمة مصنف كتاب تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي؟

ب‌.              لتعرف خلفية كتاب تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي و منهجه ؟

ت‌.              لتعرف اقوال العلماء فيه ؟


البحث

وينبغي قبل ان نبدئ بهذا المحتصر الذي يبحث فيه منهج تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي ان نذكر ترجمة الشيخ محمد متولي الشعراوي.

أ‌.                     ترجمة مصنف كتاب مسند الحميدي

1.   مولده:

الشيخ محمد متولي الشعراوي وُلد الشيخ محمد متولي الشعراوي في 5 ابريل عام 1911 م بقرية دقادوس مركز ميت غمر ؛ بمحافظة الدقهلية. يعد أعظم من فسر (القرآن الكريم) فى العصر الحديث واتفق الكثيرين على كونه إمام هذا العصر حيث كان لديه القدرة على تفسير أى مسألة دينية بمنتهى السهولة والبساطة كما أن له مجهودات كبيرة وعظيمة فى مجال الدعوة الأسلامية. عرف بأسلوبه العذب البسيط في تفسير القرآن، وكان تركيزه على النقاط الإيمانية في تفسيره جعله يقترب من قلوب الناس، وبخاصة وأن أسلوبه يناسب جميع المستويات والثقافات.

 

إنه الشيخ محمد متولي الشعراوي أشهر من فسر القرآن في عصرنا . يعتبر من أكثر الشخصيات الأسلامية حبا واحتراما وتقديرا فى مصر والعالم العربى و يلقب (بإمام الدعاة).[2]

2.   تعلمه:

وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره. في عام 1922م التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق، وكان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى، والشاعر طاهر أبو فاشا، والأستاذ خالد محمد خالد والدكتور أحمد هيكل والدكتور حسن جاد، وكانوا يعرضون عليه ما يكتبون. كانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن.

 

فما كان منه إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية. لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم.وهذا ماقاله فضيلة الشيخ الشعراوى في لقائه مع الصحفى طارق حبيب.

 

التحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م ، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فحركة مقاومة المحتلين الإنجليز سنة 1919م اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر في القاهرة، فكان يتوجه وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة, وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م.[3]

3.   مصنفاته:

للشيخ الشعراوي عدد من المؤلفات، قام عدد من محبيه بجمعها وإعدادها للنشر، وأشهر هذه المؤلفات وأعظمها تفسير الشعراوي للقرآن الكريم، ومن هذه المؤلفات:

الإسراء والمعراج.

أسرار بسم الله الرحمن الرحيم.

الإسلام والفكر المعاصر.

الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج.

الشورى والتشريع في الإسلام.

الصلاة وأركان الإسلام.

الطريق إلى الله.

الفتاوى.

لبيك اللهم لبيك.

100 سؤال وجواب في الفقه الإسلامي.

المرأة كما أرادها الله.

معجزة القرآن.

من فيض القرآن.

نظرات في القرآن.

على مائدة الفكر الإسلامي.

القضاء والقدر.

هذا هو الإسلام.

المنتخب في تفسير القرآن الكريم.

4.   وفاته:

وفاة الشيخ الشعراوي بعد جهاد كبير في مجال التفسير، والدعوة إلى الله، ألقى الشيخ الشعراوي عصا التسيار، وفارق الدنيا في التاسع عشر من شهر ذي الحجة عام 1418هـ، الموافق السابع عشر من يونيه عام 1998م.

وقد تركت وفاته أثرًا عميقًا في نفوس المسلمين كافَّة، وصدى كبيرًا في أقطار الإسلام عامَّة، وخسرت الأمة بوفاته عَلَمًا من أعلامها، وداعية من دعاتها..[4]

ب‌.              خلفية كتاب مسند الحميدي ومنهجه

أ‌.         خلفية كتاب مسند الحميدي

بدأ الشيخ محمد متولي الشعراوي تفسيره على شاشات التلفاز قبل سنة 1980م بمقدمة حول التفسير ثم شرع في تفسير سورة الفاتحة وانتهى عند أواخر سورة الممتحنة وأوائل سورة الصف وحالت وفاته دون أن يفسر القرآن الكريم كاملاً. يذكر أن له تسجيلاً صوتياً يحتوي على تفسير جزء عم (الجزء الثلاثون).

 

يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي موضحـًا منهجه في التفسير: فهذا حصاد عمري العلمي ، وحصيلة جهادي الإجتهادي. شرفي فيه أنى عشت كتاب الله ، وتفانيت لأستقبال فيض الله ولعلى أكون قد وفيت حق إيماني وأديت واجب عرفاني وأسأل الله سبحانه أن تكون خواطري هذه مفتاح خواطر من يأتى بعدي ، وكتاب الله لا تنقضى عجائبه حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وحينئذ نعلم من الله ما أدخره لمن هداه وحسبنا الله ونعم الوكي.

خواطري حول القرآن الكريم لا تعني تفسيراً للقرآن. وإنما هي هبات صفائية. تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات.. ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر. لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتفسيره. لأنه عليه نزل وبه انفعل وله بلغ وبه علم وعمل. وله ظهرت معجزاته. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتفى بأن يبين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التي تبين لهم أحكام التكليف في القرآن الكريم، وهي " افعل ولا تفعل.

 

ب‌.    منهج كتاب مسند الحميدي

اعتمد في تفسيره على عدة عناصر من أهمها:

أ‌.        ليس تفسيرًا بقدر ما هو معانٍ يحوم بها حول الآيات ، فهي أشبه بالخواطر.

ب‌.  يذكر الشيخ ـ  ـ عند خواطره هذه آيات متعددة ، وأحيانـًا آية أو جزءًا من آية .

ت‌.  يحاول الشيخ ـ  ـ أن يربط بين الآيات التي تتحدث عن المواضع الواحد في القرآن كله ، ومن ثم فهو يرى أن القرآن كله وحدة لا تتجزأ ، وكل لا يتبعض ، وأن الأصل في القرآن أنه مبني على الوصل لا على الفصل ، وأن القصة تقسم على فصول متعددة في سورة مختلفة ، تظهر كل سورة جزءاًمعيناًبالتفصيل مع ما يتناسب مع جو السورة العام ،بيد أنها لاتغفل عن الإشارة عن مجمل السورة ولو بشكل مختصر.

ث‌.  دائمـًا ما كان الشيخ ـ  ـ يدخل إلى خواطره في الآيات عن طريق اللغة العربية وألفاظها ، وهو خبير في هذا الباب ، فقد كان يصل إلى المعنى الشرعي المراد عن طريق المعنى اللغوي ،مع الربط بينهما . وأذكر أنه تكلم بعض الشباب عن الشيخ وأنه لا يجيد العربية وأسرارها ، فرد عليه أحد الجلوس قائلاً له : إنك نزلت من بطن أمك تبكي ، بيد أن الشعراوي نزل من بطن أمه قائلاً : ظل ، بات ، صار ، أمسَ ، أصبح ، كناية عن تعمق الرجل في اللغة وأسرارها .

ج‌.    والاكتشافات العلمية الحديثة دونما تكلف .

ح‌.    كثيرًا كان الشيخ ـ  ـ يرد أقوال المستشرقين وأذنابهم من العلمانين برد علمي منطقي واضح ..

خ‌.    استطاع الشيخ ـ  ـ أن يرد شبهات كثير اليهود والنصارى وأن يقلق مضاجعهم ويثير حفيظتهم ، ويبطل حججهم ، دون أن يخشر لائمة من أحد حتى أعلنت الحكومة الإسرائيلية قلقها من مثل هذه الأمور وأخبرت الحكومة المصرية بذلك ، فقامت أجهزة الإعلام بـ " فلترة " المادة قبل عرضها وحذف ما يمكن حذفه مما يتعقلق باليهود خصوصـًا وبالنصارى كذلك .

د‌.      كان الشيخ ـ  ـ يبسط بأسلوبه الرائع ما استغلق على الناس فهمه ، ودق عليهم علمه ، وهذا ما حدا به أن ينزل من أسلوب الفصحى ـ وإن كان قديرًا عليه ـ إلى الأسلوب العامي في كثير من الأوقات ، بل وأغلبها كذلك .

ذ‌.      غير أن الحق الذي يقال فإن الشيخ ـ  ـ كان قليل البضاعة في علم الحديث ، ومن ثم فقد كان قليل الاستشهاد بأحاديث الرسول ـ  ـ ولربما كان يستغنى في التفسير بالقرآن واللغة عن التفسير بالسنة أو التأييد بها .

ر‌.       في الأجزاء الأخيرة من تفسيره آثر الاختصار بسبب مرضه حتى يتمكن من إكمال خواطره، ثم عاد واعتذر على شاشات التلفاز عن اختصاره واستغفر الله عن ايجازه في هذه المعاني حرصا منه على أن يتمم بحول الله تفسير كتاب الله في حياته، وأنه عوتب في ذلك وقيل له الموت له أجل ورزقك من الله له أجل.[5]

بيان مشتملاته :

أ‌.        محاولة الكشف عن فصاحة القرآن وسر نظمه

ب‌.  الإصلاح الاجتماعي

ت‌.  رد شبهات المستشرقين

ث‌.  يذكر أحيانا تجاربه الشخصية من واقع الحياة

ج‌.    المزاوجة بين العمق والبساطة وذلك من خلال اللهجة المصرية الدارجة

ح‌.    ضرب المثل وحسن تصويره

خ‌.    الاستطراد الموضوعي

د‌.      النفس الصوفي

ذ‌.      الأسلوب المنطقي الجدلي [6]

والقرآن نزل يتحدى العرب فى اللغة والبلاغة .. ولكن لأنه دين للناس جميعاً .. فلابد أن يتحدى غير العرب فيما نبغوا فيه .. ولذلك نزل متحدياً لغير العرب وقت نزوله .. فقد حدثت حرب بين الروم والفرس وقت نزول القرآن .. وكانت الروم والفرس يمثلان فى عصرنا الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي .. كانا اعظم واقوى دولتين فى ذلك العصر .. وحدثت الحرب بينهما وانهزم الروم .. واذا بالقرآن ينزل بقوله تعالى : الم (!)غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ(3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4) سورة الروم

لو ان هذا القرآن من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فما الذى يجعله يدخل فى قضية كهذه ؟ او يطلب أحد منه ان يدخل فيها .. وكيف يغامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كلام متعبد بتلاوته إلى يوم القيامة ولا يتغير ولا يتبدل باعلان نتيجة معركة ستحدث بعد سنين؟ .. وماذا كان يمكن ان يحدث لقضية الدين كله لو ان الحرب حدثت وانتصر الفرس مرة اخرى .. او ان الحرب لم تحدث وتوصل الطرفان إلى صلح ؟ انها كانت ستضيع قضية الدين كله .. ولكن لأن الله سبحانه وتعالى هو القائل وهو الفاعل جاءت هذه الآية كمعجزة لغير العرب وقت نزول القرآن ..وحدثت المعركة فعلا وانتصر فيها الروم كما اخبر القرآن الكريم .

 

ولكن القرآن لم ينزل معجزة لفترة محدودة .. بل هو معجزة حتى قيام الساعة .. والقرآن هو كلام الله ، والكون هو خلق الله .. ولذلك جاء القرآن يعطي اعجازاً لكل جيل فيما نبغوا فيه .. اذا اخذنا العلوم الحديثة التى اكتشفت فى القرن العشرين واصبحت حقائق علمية .. نجد ان القرآن الكريم قد اشار اليها باعجاز مذهل .. بحيث ان اللفظ لا يتصادم مع العقول وقت نزول القرآن الكريم .. ولا يتصادم معها بعد تقدم العلم واكتشاف آيات الله فى الأرض .. ولا يقدر على هذا الأعجاز المذهل الا الله سبحانه وتعالى .. اقرأ مثلاً قول الحق تبارك سبحانه وتعالى:

وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ(7) سورة ق

والمد معناه البسط .. وعندما نزل القرآن الكريم بقوله تعالى : "والأرض مددناها " .. لم يكن هذا يمثل مشكلة .. للعقول التى عاصرها نزول القرآن الكريم فالناس ترى ان الأرض ممدودة .. والقرآن الكريم يقول :"والأرض مددناها".. وتقدم العلم وعرف الناس ان الأرض كروية .. وانطلق الإنسان إلى الفضاء ورأى الأرض على هيئة كرة .. هنا احست بعض العقول بأن هناك تصادمات بين القرآن الكريم والعلم .. نقول لهم أقال الله سبحانه وتعالى أي أرض تلك المبسوطة؟.. لم يقل ولكنه قال الأرض على إطلاقها .. أى كل مكان على الأرض ترى فيه الأرض أمامك مبسوطة.

إذا نزلت القطب الشمالى تراها مبسوطة .. وإذا كنت فى القطب الجنوبى تراها مبسوطة .. وعند خط الإستواء تراها مبسوطة .. وإذا سرت من نقطة على الأرض وظللت تسير إلى هذه النقطة فالأرض أمامك مبسوطة .. ولا يمكن أن يحدث هذا أبداً إلا إذا كانت الأرض كروية .. فلو أن الأرض مثلثة أو مربعة أو مسدسة .. أو على أي شكل هندسي أخر .. لوصلت فيها إلى حافة ليس بعدها شىء .. ولكن لكي تكون الأرض مبسوطة أمامك فى أي مكان تسير فيه لا بد أن تكون على هيئة كرة.

هذا الإعجاز الذى يتفق مع قدرات العقول .. وقت نزول القرآن الكريم .. فإذا تقدم العلم ووصل إلى حقيقة لما يعتقده الناس .. تجد أن آيات القرآن تتفق مع الحقيقة العلمية إتفاقاً مذهلاً .. ولا يقدر على ذلك إلا الله سبحانه وتعالى .[7]

 

ولو أن النبى صلى الله عليه وسلم تعرض لهذه الآيات الكونية تعرضاً لا يتناسب مع إستعدادات العقول وقت نزول القرآن .. فإنه ربما صرف العقول عن أساسيات الدين إلى جدل فى أسرار كون لا يستطيع العقل أن يستوعبها أو يفهمها .. ولكن الحق تبارك وتعالى ترك فى الكون أشياء لوثبات العقول فى العلم .. بحيث كلما تقدم العلم وجد خيطاً يربط بين آيات الله فى الكون وآياته فى القرآن الكريم ..ولو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر كونيات القرآن وقت نزوله لجمد القرآن ..لأنه لا أحد منا يستطيع أن يفسر بعد تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم ..وبذلك يكون عطاء القرآن قد جمد..ولكن ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم للتفسير أتاح الفرصة لعطاءات متجددة للقرآن الكريم إلى قيام الساعة .. وهكذا كان المنع هو عين العطاء .. وهذه معجزة أخرى من إعجاز القرآن الكريم

كلمة قرآن ساعة تسمعها تفهم أنه يقرأ .. قرآن مصدر قرأ مثل غفر غفراناً .. ولكن بعد نزول القرآن الكريم أصبح لفظ قرآن إسماً بكلام موحى به من الله سبحانه وتعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقصد التحدي ..ويسميه الله تبارك وتعالى كتاب .. إذن هو قرآن إذا أخذنا أنه يقرأ .. وهو كتاب إذا أخذنا أنه يكتب .. والقراءة تستلزم حافظاً والكتابة لا تستلزم حافظاً .. فالإنسان حين يقرأ من كتاب ليس محتاجا إلى الحفظ، ولذلك فللقرآن وسيلتان من وسائل التلاوة: يحفظ فى الصدور ويسجل فى السطور .. بحيث تستطيع فى أي وقت أن تقرأ من الكتاب .

 

وحين بدأ تدوين القرآن الكريم كتابة كان لا يكتب منه آية إلا إذا كانت مكتوبة على جذوع النخل او الجلود .. أو أية وسيلة اخرى من وسائل الكتابة فى عصر نزول القرآن .. وزيادة على أن الآية تكون مكتوبة ..كان لا بد أن يكون هناك إثنان على الأقل من الصحابة الحافظين لها .. إلا آية واحدة لم توجد مكتوبة بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عند حافظ واحد فقط وكان القياس يقتضي ألا تكتب وهي قوله سبحانه وتعالى

" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) سورة الأحزاب

ولكن انظر إلى الخواطر الإيمانية يقذفها الحق سبحانه وتعالى فى قلوب المؤمنين ليكمل منهجه .. هذه الآية لم يوجد من يحفظها إلا خزيمة بن ثابت ، وعندما ثار الجدل حول تدوينها ، ذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من شهد له خزيمة فحسبُه) رواه البخارى وأحمد والنسائى والترمذى وقال :حسن صحيح

عن زيد بن ثابت قال :لما نسخنا المصحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه الذى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين (من المؤمنين رجال)

وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد أعطى خزيمة بن ثابت وحده نصاب شهادة رجلين ... وهذه لها قصة ...أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إبتاع فرساً من أعرابي .. فاستتبعه النبى صلى الله عليه وسلم ليعطيه ثمن الفرس .. فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي.. وأبطأ الأعرابي فطفق رجال (أي أخذ رجال ) يعترضون الأعرابي ليساوموه فى الفرس دون أن يعرفوا ان النبى صلى الله عليه وسلم قد ابتاعه .. فنادى الأعرابي رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال :إن كنت مبتاعاً هذا الفرس وإلا بعته .. أي هل تريد شراء الفرس أو أبيعه ؟

فقال النبى صلى الله عليه وسلم :أوليس ابتعته منك ؟ ....فقال الأعرابي ما بعته (أي ما بعته لك ) ..فقال النبى صلى الله عليه وسلم :بل قد ابتعته منك ...فقال الأعرابي هلم شهيداً ..أي ائتني بشاهد..فقال خزيمة بن ثابت أنا أشهد أنك بايعته (أي بعته له).

وبعد أن انصرف الناس ..أقبل النبى صلى الله عليه وسلم على خزيمة...

فقال: بم تشهد؟ .. (اي كيف شهدت على هذا ) .. ولم تكن موجوداً وقت المبايعة بيني وبين الأعرابي؟ .فقال خزيمة: بتصديقك يا رسول الله ..(أي هل نصدقك فى كل ما تأتينا به من خبر السماء ونكذبك فى هذه؟..فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين .. فأخذت شهادته بشهادة رجلين وتم تدوين الآية .. وكان خزيمة يدعى ذو الشهادتين .. لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجاز شهادته بشهادتين .

إذا أردنا ان نعرف القرآن ..فإنه لا بد أن يخرج عن مقاييس البشر ..فالناس حين يعرفون الأشياء يقولون : حده كذا ..ورسمه كذا ..إلى اخره ..ولكن كى نعرف القرآن الكريم نقول أن القرآن هو ابتداء من قوله تعالى :

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ(1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(2) فاتحة الكتاب

إلى أن نصل إلى قوله

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ(1) مَلِكِ النَّاسِ(2) إِلَهِ النَّاسِ(3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ(4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ(5) مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ(6) سورة الناس

أي أنه من أول سورة الفاتحة ..إلى آخر سورة الناس .. على أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ..قبل أن نقرأ أية آية من القرآن الكريم ..كما علمنا الحق سبحانه وتعالى فى قوله :

فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(98) سورة النحل

لكن العلماء أرادوا التخفيف على الناس فى تعريف القرآن الكريم ..فقالوا هو كلام الله .. نزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بقصد التحدي والإعجاز ليبين للناس منهج الله . والقرآن يتفق مع المناهج التى سبقته ، ولكنه يضيف عليها ويصحح ما حذف منها لأنه موحى به من الله ..فالتوراة والإنجيل والزبور من الله .. ولكنها تحمل المنهج فقط .. أما القرآن الكريم .. فهو المنهج والمعجزة الدالة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

 

التوراة كانت منهج موسى وكانت معجزته العصى .. والإنجيل منهج عيسى ومعجزاته إبراء الأكمه والأبرص بإذن الله ..إذن بالنسبة للرسل السابقين ..كانت المعجزة شيئ والمنهج شيء آخر، ولكن القرآن تميز أنه المنهج والمعجزة معاً .. ذلك أن المناهج التى أرسلها الله على الرسل السابقين أنزلها على نية تغيرها..

ولكن القرآن الكريم ..نزل على نية الثبات إلى يوم القيامة . ولذلك كان لا بد أن يؤيد المنهج بالمعجزة حتى يستطيع أي واحد من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول محمد رسول الله وتلك معجزاته ..ولكن معجزات الرسل السابقين حدثت وانتهت لأنها معجزات حسية ..من رآها آمن بها .. ومن لم يرها فهو غير مقصود بها .لأنها حدثت لتثبيت المؤمنين..الذين يتبعون الرسول .. فمعجزة عيسى عليه السلام لا يمكن أن تعود الآن من جديد..وعصى موسى التى شقت البحر لا يستطيع أتباع موسى أن يأتوا بها الآن ليقولوا هذه معجزته..

 

إذن فالرسل السابقون لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان لكل منهم منهج ومعجزة ولكن كليهما منفصل عن الأخر ..فالمنهج عين المعجزة حالة مفقودة فى الرسالات كلها .. ولكنها فى رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أمر موجود يمكن أن يشار اليه فى أي وقت من الأوقات .

ت‌.          مقالات العلماء عليه

أما الدكتور محمد عمارة فيقول: "الشعراوي قدَّم لدينه ولأمته الإسلامية والإنسانية كلها أعمالاً طيبة، تجعله قدوة لغيره في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة".

 

وقال الشيخ سيد طنطاوي: "كان له أثر كبير في نشر الوعي الإسلامي الصحيح، وبصمات واضحة في تفسير القرآن بأسلوب فريد، جذب إليه الناس من مختلف المستويات الثقافية".

 

وقال الشيخ القرضاوي: "لا شك أن وفاة الإمام الراحل -طيب الذكر- الشعراوي تمثل خسارة فادحة للفكر الإسلامي، والدعوة الإسلامية، والعالم الإسلامي بأسره. فقد كان رحمه الله رمزًا عظيمًا من رموز ذلك كله، وخاصة في معرفته الشاملة للإسلام، وعلمه المتعمق، وصفاء روحه، وشفافية نفسه، واعتباره قدوة تحتذى في مجال العلم والفكر والدعوة الإسلامية".[8]


 

أصدّق الرسالة بعد البحث زيادة مع نقصان في تحريف

 

فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوي وزير الاوقاف .وبطريقة مفهمومة لكل انسان..والحقيقة أن هذا الكتاب يعتبر تفسيرا علميا هاما وعميقا لبعض معجزات القرآن..وهو ت فسير لم يتناوله أحد من الائمة حتى الان بهذه الصورة..ولم يقدمه بهذا الاسلوب السهل الممتع..وهو يضيف إلى المكتبة القرآنية...مكتبة ا لتفسير اضافات هامة يعتز بها كل مسلم.

تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله-، لا شك أن الرجل قد برع في عرض معاني القرآن عرضًا منطقيًا فلسفيًا لغويًا بلاغيًا، وإن كان يستعمل اللهجة العامية أحيانًا لمقام من حوله لأن من حوله ومن يستمعون أحيانًا فيهم طائفة من العوام، فهو يتبسط وينزل إليهم أخذًا بقاعدة البلغاء وهي مسألة المقام، يلاحظ مقامات الحاضرين وأقدارهم ومستوياتهم، الشاهد أنه في منطقه ودلالاته وإشاراته فيه روائع لكلامه ولتحليلاته ويلمس التنزيل والإعجاز فيه ولاشك أن هذا العمل أدخل ما يكون في البلاغة، وفي تلمس الإعجاز وفي أيضًا النظر فيه -على ما عليه أيضًا -رحمه الله- ملحوظات كغيره-، لكنه بشكل عام تفسيره... أنا قرأت وعثرت على مجموعة ومجلدات تسمى أو سميت تفسير الشعراوي وهي يبدو أنها تفريغ لأشرطته -رحمه الله-، وفيها حتى إن لهجته العامية كانت بين قوسين في أثناء متن الكتاب نفسه المحكي عنه، فالشيخ الشعراوي يستفاد منه، لا شك أنه من خيرة من يستفاد منه في النظر إلى الدلالات واللطائف والأسرار، أما إذا تجاوز أو كذا في آيات الصفات أو غيرها فالإنسان ينظر إلى مذهب السلف ويقيس معايير السلف -رحمهم الله- وقاعدتهم في هذا مشهورة وهو: أننا لا نصف الله -عز وجل- إلا بما وصف به نفسه في كتابه أو وصفه به الرسول -عليه الصلاة والسلام- في ما صح عنه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل على حد قوله جل وعز: ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ? [الشورى: 11].


 

الخاتمة

1.  نتائج البحث

والحاصل, ان تكمن في تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي:

أ‌.              انه اول تفسير صوتي متكامل

ب‌.         مزاوجته بين عمق المراد وسهولة الطرح

ت‌.         إيراده لفوائد لغوية وبلاغية لم يسبق اليها

ث‌.         طول نفسه دون ان يكرر نفسه ومن غير ان ينخفض مستوى الطرح

ج‌.          امتزاج التفسير عنده بقضايا إصلاحية وتربوية واخلاقية

ح‌.          محاولة الكشف عن فصاحة القرآن وسر نظمه

خ‌.          الإصلاح الاجتماعي

د‌.            رد شبهات المستشرقين

ذ‌.            يذكر أحيانا تجاربه الشخصية من واقع الحياة

ر‌.             المزاوجة بين العمق والبساطة وذلك من خلال اللهجة المصرية الدارجة

ز‌.             ضرب المثل وحسن تصويره

س‌.         الاستطراد الموضوعي

ش‌.         النفس الصوفي

ص‌.        الأسلوب المنطقي الجدلي

2.  اقتراحات البحث

وهذا الرسالة التي قد تحصر جدا ولم نبين مسائل منهج المصنف الدقيقة. وينبغي لطلاب التي ستكتب الرسالة بعدي ان ينفصل منهج المصنف عند اهل العلم من حيث القرن و كيف جاء منهج المصنف ؟ ولمَ جاء ؟ ويدقق المباحث ويذكر الكتب المعتبرة في علم الحديث. فاللهم اهدنا بهذا واجعل هذا حجة لنا واجعلنا بهذا اهل العلم ولاستاذنا دكتور احمد زين العابدين ولمن قرأه وحفظه وعمل به .. يا ربنا إنك للدعاء سميع مجيب ، وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والحمد لله رب العالمين .


 

مراجع الرسالة

ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني -  سنن ابن ماجة- مكتبة أبي المعاطي

عبد الحيي الفرماوي- البداية في تفسير الموضوعي- مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان - 2004 م

الشيخ محمد متولي الشعراوي - تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي - مكتبة الشاملة  

السنة النبوية مكانتها و أثرها في حياة مسلمي البوسنة و الهرسك - أحمد بن عبد الكريم نجيب - مكتبة الشاملة  .

الطرق العلمية - الدكتور عبد العزيز بن صالح اللحيدان - مكتبة الشاملة  .

   

 



[1] ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني -  سنن ابن ماجة- مكتبة أبي المعاطي- (1 / 151)

[2] عبد الحيي الفرماوي- البداية في تفسير الموضوعي- مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان - 2004 م (2 / 338)

[3] عبد الحيي الفرماوي- البداية في تفسير الموضوعي- مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان - 2004 م (2 / 338)

[4] عبد الحيي الفرماوي- البداية في تفسير الموضوعي- مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان - 2004 م (2 / 338)"

[5] السنة النبوية مكانتها و أثرها في حياة مسلمي البوسنة و الهرسك - أحمد بن عبد الكريم نجيب - مكتبة الشاملة  (9 / 35)

[6] الطرق العلمية - الدكتور عبد العزيز بن صالح اللحيدان - مكتبة الشاملة  (1 / 19)

[7] الشيخ محمد متولي الشعراوي - تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي - مكتبة الشاملة  (1 / 19)

[8] عبد الحيي الفرماوي- البداية في تفسير الموضوعي- مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان - 2004 م (2 / 338)

0 komentar:

Posting Komentar

Contact

Contact Person

Untuk saling berbagi dan sharing, mari silaturrahmi!

Address:

Mojo-Kediri-Jawa Timur (64162)

Work Time:

24 Hours

Phone:

085735320773

Diberdayakan oleh Blogger.